السبت، 10 ديسمبر 2011

يحكى أنّ


كان الزمن يدفع عقارب الساعة إلى الأمام ، رامياً جميع الآهات في غياهب الأرض ...و زوجتي تحمل ثمرة حبنا في أحشائها ، في ذلك اليوم العاصف بزخات الرصاص ، إذ يبتلع الجسد ما تيسر من مسيل الدموع .. وبلحظات
 مسروقة من زمن مـــا ... إذ يرتقي الجسد الهالك نحو عنان السماء تاركاً أرملةً ويتيماً ...

ذات نهار قائظ

 تمر الدوريات أمام المخيم ، وتأخذ قنابل الملتوف طريقها المختصر و المعروف من فوق السياج المرتفع ، والأطفال أيقنوا جيداً كيفية الاختباء من الرصاص ، ،،، لكن ، ويحها الرصاصات المرتدة وخصائص الفيزياء .. إنها شيء غريب .. يقع شهيد آخر كان بالأمس جنيناً في أحشائها ... فتغدوا المسكينة .. أرملةً وثكلى ...!!

في مكان قصي 

حيث استطعت اختطاف قبلتي الأولى واعتصار ثدييها النافران خلف الأجمة الرابضة أسفل بيتها ... وحدها الآن ، تعتصر عمرها دمعاً حاراً ينسكب عبر تعرجات وجهها التي استطاع الزمن أن يخط طريقه بإتقان في حناياها ، ليتركها ... عجوز ثكلى فقدت زوجا ذات شتاء ، وودعت ابنا ذات ثورة ... وسكبت دمعا يوم استقلال ، ونهضة وطن ،  وحرية مستحقة ..