الجمعة، 26 نوفمبر 2010

مدينة السلام

ماطر كان هذا الصباح ، والجدار ما زال يخنق مدينة السلام ..الحلزونات هاهنا تتسلق أطراف الصخور . قالوا: إن الحلزونات تخرج من الأرض بعد ليلةٍ مرعدة تخرج لكي تمارس الحياة بطريقتها .
بيت لحم الآن عروس حبلى وبعد شهرين سيزهر ما في داخلها . وستتفجر شقائق النعمان والياسمين .
الصخور لم تزل مبللة , شعر بذلك وهو يتحسس بنطاله من الخلف.

آه كم اشتاق لرؤية اشتعال الحنون في الربيع ... آه... تنهد.. وتذكر أين كانت قبلته الأولى .... ومن هنا قطف وردة الحنون التي قالت أحبكِ عند آخر ورقةٍ حمراء .

بنطاله الآن مبتل ولا أمـــل بأن يجف في مثل هذا الطقس.
هو الآن كالأرض بعد المطــر ، و الجدار ما زال عاجزاً عن محاصرة مدينة السلام ، والمطر يستمر في الهطول .

الاثنين، 19 يوليو 2010

حياة

حاضر

يعطي الفتى الصغير أخته الكبرى عشرة شواقل في آخر يومٍ شاق قضاه في بيع الصحف على الأرصفة والإشارات الضوئية .
الفتى الذي باع خمسين صحيفة يقف في المساء منتعلاً حذاءه الممزق وبؤسه بينما تواصل حرارة الشمس خروجها من رأسه ،... تتلألأ الألوان منعكسةً عبر الباب الزجاجي لمحل الألعاب مبهرةً الفتى الحزين ... كل ما يحلم به الفتى الآن أن يجلس خلف شاشة lcd ليشارك أقرانه لعبة البليستيشن !!

مستقبل
في الصباح يُلَمِع الموظف الجديد حذاءه الجديد ، ويذهب إلى حيث يبنى الوطن !!
بينما ترتشف محررة الجريدة قهوتها بتقزز وتصرخ في وجه الفراش : لا تضع السكر في قهوتي ثانيةً .
بجرة قلم تشطب التقرير الذي أحضره المراسل الجديد قبل أن تلقيه في سلة النفايات .!
كان التقرير بعنوان " من الجاني ؟؟ العطلة الصيفية وبيع الأطفال للجرائد على إشارات المرور!! "

السبت، 17 يوليو 2010

رسالة مسنجرية

بالأمس فقدتني ، وبالأمس فقدتَ خاتم خِطبتي ، وبالأمس فقدنا حريتنا ووطننا ...!!
حبيبي : لا تفقد الأمل ، أنا معك ، أنا زيتون الجليل ، وصنوبر الكرمل ، وياسمين القدس .
أنا فلسطين فعشني وعِش كما ينبغي لجمالِ روحِكَ أنْ يُعاش .
هذا ما قالته خطيبة الشاب الذي ضوَّعَ خاتم خِطبته غير عابئٍ من زعلها قبلَ أنْ تسرقها منه قنابل النابالم والفسفور !!!

الخميس، 15 يوليو 2010

تعاليم حورية

كلمات محمود درويش

غناء مارسيل وزوجته يولا كرياكوس

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

خيانة

بالأمس القريب توسل إليه الفتى الكسول كي يعلمه القراءة والكتابة .
بالأمس القريب لم يألُ جهداً المعلم المستجد بتعليم الفتى الكسول .
- اليوم أصبح الفتى شخصاً مهماً لا يضيع وقتاً في صياغة التقارير ليشي بأولاد الحي لأجهزة الأمن !!!

مجرد تشاؤم


قال : إنْ مِتُ فسيرتفع علم بلادي !
قال : إنْ مِتُ فسأحرر ولو حجراً من وطني !
قال وقال...
قال : سأنبتُ ولو حنونةً في وطني إنْ قتلت!
نما بالفعل حنونةً حمراء قانية ، ما لبثت أن اجترتها قطعان الأغنام !!!!
:::::
حين نما نرجسةً أيقن أنه يقطن في مزبلة وطنية !!
::::
أخيراً نبت هندباء برية ... سرعان ما بال عليها الأطفال ُالوطنيون !!
... طارت بذرة الهندباء مختالةً بخفتها ممتعضةً من رائحتها ووقعت في كفِ عاشقٍ !!

قالوا : إنّ العاشقَ حدث بذرة الهندباء الملفعة بالزغب الخفيف : تُرى إنْ استشهدت هل سأنبت حنونةً حمراء ليقطفها العاشقون ؟؟!!!!!!

الاثنين، 10 مايو 2010

خربشات فلسطينية

محاولة :
يمتشق والد الشهيد بندقيته المشتعلة ، يقبل زوجه الغارقة في الحلم ... ويذهب إلى البعيد ...
في الصباح وفي ركن مهمل من صحيفة قليلة الانتشار خُطَ بسطرٍ باهت - مقتل فلسطيني حاول تنفيذ عملية تقليدية قرب حاجز عسكري - .


:::::::

عويل :

عندما استيقظت من نومها لم يكن بجانبها في السرير ...
أضاءت التلفاز .. فعمَّ في المكان عويل حزين


::::

خيانة غير مبررة :

يُشعل سيجارته الأخيرة ويلعن فقره ، فتمرُّ دورية الجنود من أمامه .. يتمترس كفهد ويصوب...
... حين سأله رفاق السجن عن سبب اعتقاله لم يجرؤ على إخبارهم بأن الكلاشنكوف رفض الانصياع لأوامر إصبعه ..


:: :: :: ::

كابوس :

الفتاة التي تزوجت بالأمس ، كانت حبيبتي ...
عندما استيقظت من النوم وجدتها كحمل وديع بجانبي في السرير ... فبكيت !!

::: ::: :::

انتماء :

يوقظه صوت حجرِ صغير ينقر على شباك نافذته ... ينتعل حذاءه وفقره ويذهب طفل المخيم لاستلام ورديته الليلية ...
الولد الذي يوبخه معلم التاريخ ويضربه بوحشية لنعاسه داخل حجرة الصف يكاد ينفجر قائلاً لمعلمه : " من أي كوكب أنت !!" ؟

:: :: ::

عطش :

زوجتي التي أغلقت الهاتف بوجهي الآن وهي تصرخ : أحتاجك .. ما فكرت فيّ قبل ما تعمل عملتك وتصير مطلوب !!
لم توقن بأني أقف خلفها وعلى وشك احتضان أنوثتها .